حضارات العصر الحجري الحديث (حلوان العمري ودير تاسا) Neolithic civilizations (Helwan Al-Omari and Deir Tassa)
اتكلمت في المقال السابق عن حضارات العصر الحجري الحديث وازاي ان الانسان في الحضارات دي قدر يسيب لينا ارث ثقافي وحضاري هام جدا عرفنا منه الطريقة اللي عاش بيها والادوات اللي استخدمها وكمان الاسباب اللي خلته يختار المناطق دي بالتحديد عشان يعيش فيها
واتكلمت عن حضارة الفيوم أ وحضارة مرمدة بني سلامة كأقدم حضارتين في حضارات ما قبل الاسرات وفي المقال ده هكمل كلامي عن باقي حضارات العصر الحجري الحديث
والحضارة الثالثة معانا هي :
حضارة حلوان العمري: تقع قرية حلوان عند قاعدة بروز صخرى في حافة الهضبة يسمى رأس الحوف على بعد ثلاثة كيلو مترات شمال ضاحية حلوان وعند نهاية سكة حديد المحاجر .
وتجدر الاشارة الى انها قد اتخذت تسمية حضارة حلوان العمري نسبة الى مكتشفيها او على الاقل من دلل عليها وهو امين العمري وكان ذلك في عام ١٩٢٣ .
وكانت مساكنها ذات نوعين النوع الأول : منازل تعتمد على أعمدة خشبية في شكل بيضاوي ومبنية على سطح الأرض والنوع الاخر له اساس محفور في الارض واتخذت مبانيه الشكل الدائري ولم يتبق من النوع الاول غير اثار البناء المحفور في الارض وكسيت جدران المنازل بالحصير الذي كان يتم تثبيته بطبقة من الصلصال .
وقد عثر داخل منطقة المساكن على كثير من المواقد والبقايا الفخارية ومطاحن الحبوب والحصير والابر العظمية والقلائد .
وقد عثر في موقع حضارة حلوان العمري على العديد من المصنوعات الحجرية ولعل من أشهرها المعول
الذي صنع من الحجر الجيري الصواني وقد استخدم هذا المعول في حفر اساسات المنازل ، وبالاضافة الى المعول فـقـد عُثر فيها على الكثير من الادوات الحجرية الأخرى مثل المناجل ورؤوس السهام .
وفيما يتصل بالصناعات الفخارية ، فهو يشبه فخار مرمدة بنى سلامة في انه من لون واحد اسود ، وانه غير مزين ، ومصنوع باليد ، ومحروق بدون عناية .
كما عرفوا النسيج واستخدموا الجلد ويستدلي من هذه الصناعات انه على الرغم من تشابه حضارته مع حضارة مجتمع مرمدة بنى سلامه الا انها تبين تطورا ملحوظا على نطاق اوسع نسبيا.
وقد برع الانسان في حضارة حلوان العـمـرى في صناعة العديد من ادوات الزينة فصنع العـقـود والقلائد من محار اللؤلو المجلوبة من ساحل البحر الاحمر بعد ثقبها او نحتها وكذلك من قشور بيض النعام ومن الاصداف ومن الاحجار المختلفة .
وكانت مقابر حضارة حلوان العمري توجد في القرى نفسها أو على مقربة منها وقد دفن الموتى على الجانب الايسر والوجه نحو الغرب والرأس نحو الجنوب وغُطي الجسد بالحصير او القماش أو الجلد وقد نُظمت بعض المقابر في صفوف منتظمة كما غُطي بعضها بواسطة كوم من الحجر .
وتوضح بعض الأدلة الاثرية التي كشف عنها في مقابر حلوان العمري عن وجود نوع من التنظيم السياسي في هذا المجتمع المبكر اذ عثر على جثة متوفى وبجوار يده صولجان يرمز للحكم ويدل ذلك على حقيقة وجود حاكم ومحكومين ومما يؤيد هذا الاحتمال هو وجود مقابر كبيرة الحجم واخرى صغيرة
رابعا حضارة دیر تاسا : وموقع ديرة تاسا في مصر العليا في مرحلة العصر الحجر الحديث وهو يقع على الضفة الشرقية للنيل الى الشمال من مدينة البداري بمحافظة اسيوط .
وأوضحت الاكتشافات الاثرية ان هذه المنطقة قد عُمّرت منذ العصر الحجر الحديث واستمرت كذلك حتى العصر المسيحي .
وتعددت نماذج فخار دير تاسا وألوانه ، فكان منها الاسمر والرمادي المسود والاحمر الاسود المزين بزينة بيضاء وقد زينت بعض الاواني برسومات هندسية على هيئة المثلثات والمستطيلات والخطوط المموجة وقد حرصوا على ترميم الاواني وإصلاحها اذا ما تشققت اوكسرت وهو ما يدل على مهارتهم وارتباطهم بأدواتهم .
وكان حجر الظران من اكثر الاحجار استخداما وبجواره الاحجار الجيرية وقد صنع من هذه الاحجر البلط والسكاكين والمثاقب والمخارز ورؤس السهام والرحايا كما استخدم العظام والعاج والاصداف في صُنع الكثير من أدواته .
كما صنع السلال ونسج القماش من الكتان واستخدم الجلود في صنع ملابسه كما استخدم ايضا أدوات الزينة فقد عُثر فيها على بعض الحلى الصغيرة مثل العقود والاساور وقد عُثر فيها على لوحات صغيرة من الالباستر و الحجر الجيري كانت تستخدم لصحن الكحل والمغرة الحمراء كما تزين القوم كذلك بوضع ريش في رؤوسهم كما وجد في مقابرهم ايضا ملاعق من العاج .
وتوصل انسان حضارة دير تاسا الى معرفة الزراعة ويؤيد ذلك حقيقة العثور على الادلة الاثرية الخاصة بالانتاج الزراعي مثل الاجران ومطاحن الحبوب وأيضا وجود مخزنين للقمح.
وكانت مقابر التاسيين مختلطة بمقابر أهل البداري ، مما دعا بعض الباحثين الى الاعتقاد بأنهم اقرباء لهم وكانت المقابر مستطيلة الشكل وكان الميت يوضع داخل سلة مصنوعة من الاغصان وكانت تغطى بالحصير وقد عرف التاسيون التكفين حيث كان الجسم يلف بواسطة الجلود أو القماش ووضعت تحت الرأس وسادة من القش أو الجلد ومن الأمور الجديرة بالاعتبار في مقابر التاسيين انه قد عُثر في المقبرة رقم ٢٨٤٣ على فجوة في الجزء الغربي منها ، وتسع تلك الفجوة انية فخارية ويمكن القول أن تلك الفجوة ربما تعتبر تمهيدا معماريا لما ظهر في العصر التاريخي في مصر في عصر الاسرات من وجود مخازن متصلة بحجرة الدفن لتخزين ما يحتاجه المتوفى في العالم الآخر .
كما عّثر في بعض مقابر التاسيين ما يمكن اعتباره انه شكل اولي للتابوت حيث عُثر على سلة مستطيلة من البوص والاغصان ويغطيها الحصير وكان يوجد داخلها طفل صغير كما عثر في مقابرهم ايضا على ما يعد بداية للأثاث الجنائزي وتطور الفكر الديني حيث عُثر في مقابرهم على أواني فخارية وأدوات للزينة وحُلي وأدوات للصيد والكثير من الادوات الشخصية التي تعتبر كأنها اشياء أحبها المتوفي في حياته وأراد الاحتفاظ بها ليستعملها في العالم الاخر .
ولقد كانت مقابرهم مستقلة عن منازل الأحياء ويوضح ذلك تفوق تاسا على مجتمع مرمدة بني سلامة في هذه الناحية .
ويتضح من ذلك ان المجتمعات الاربعة التي ترجع الى العصر الحجري الحديث في مصر وهي الفيوم أو مرمدة بنى سلامة وحلوان العمري ودير تاسا قد توصلت جميعها الى معرفة الزراعة وانتاج الطعام وبناء القري والمقابر وصناعة الاواني الفخارية والحجرية وصناعة النسيج .
ويتفق معظم الباحثين على ان حضارة الـفـيـوم أ هي اقدم هذه الحضارات ویلیها حضارة مرمدة بنى سلامة التي كانت أكثر تطورا منها ويليها حضارة حلوان العمري التي تبين تطورا ملحوظا أيضا واخيرا فان حضارة دير ناسا التي يُعبر انتاجها الحضاري عن تقدمها في الفنون عن الحضارات الأخرى
ولكن تجدر الاشارة الى ان هذا الترتيب ليس نهائى فربما تكشف الحفائر الجديدة عن تأكيد او تعديل أو اضافة لهذه الحضارات العظيمة
In the previous article, I talked about the civilizations of the Neolithic Age, and how man in these civilizations was able to leave us a very important cultural and civilizational heritage. And I talked about the civilization of Fayoum A and the civilization of Marmadah Bani Salama as the two oldest civilizations in the pre-dynastic civilizations, and in this article I will complete my words about the rest of the civilizations of the Neolithic era And the third civilization with us is: Helwan Al-Omari Civilization: The village of Helwan is located at the base of a rocky outcropping at the edge of the plateau called Ras Al-Hof, three kilometers north of the suburb of Helwan, and at the end of the quarry railway. It should be noted that it has taken the name of the Helwan Al-Omari civilization in relation to its discoverers, or at least the one who indicated it, who is Amin Al-Omari, and that was in the year 1923. Its dwellings were of two types, the first type: houses based on wooden pillars in an oval shape and built on the surface of the earth, and the other type had a foundation dug into the ground and its buildings took a circular shape. Nothing remains of the first type except for traces of the construction dug into the ground. The walls of the houses were covered with mats that were fixed with a layer. from clay. Many stoves, pottery remains, grain mills, mats, bone needles and necklaces were found inside the housing area. Many stone artefacts were found at the site of the Helwan Al-Omari civilization, perhaps the most famous of which is the pickaxe that was made of siliceous limestone. With regard to pottery industries, it is similar to the pottery of Bani Salama in that it is of a single black color, that it is unadorned, made by hand, and fired without care. They also knew weaving and used leather. It is inferred from these industries that despite the similarity of its civilization with the civilization of a peaceful society, it shows a remarkable development on a relatively larger scale. Man excelled in the civilization of Helwan al-Amri in making many adornments. He made necklaces and necklaces from pearl oysters brought from the Red Sea coast after piercing or carving them, as well as from ostrich egg shells, shells and various stones. The tombs of the Helwan al-Omari civilization were located in the villages themselves or close to them. The dead were buried on the left side, the face towards the west, the head towards the south, and the body was covered with mats, cloth, or leather. Some tombs were organized in regular rows, and some were covered by a mound of stone. Some of the archaeological evidence revealed in the tombs of Helwan al-Omari indicates the existence of a kind of political organization in this early society, as a deceased body was found with a scepter symbolizing rule in his hand. Fourth, Deir Tassa Civilization: The site of Deir Tassa in Upper Egypt during the Neolithic period is located on the eastern bank of the Nile to the north of Badari city in Assiut Governorate. Archaeological discoveries showed that this area was inhabited since the Neolithic era and continued until the Christian era. There were many models and colors of Deir Tassa pottery, including brown, blackish gray, red and black decorated with white decorations. Some pots were decorated with geometric drawings in the form of triangles, rectangles and wavy lines. They were keen to restore the pots and repair them if they were cracked or broken, which indicates their skill and their attachment to their tools. The thorn stone was one of the most used stones, and next to it were the limestone stones. From these stones, tiles, knives, drills, awls, arrowheads and millstones were made. He also used bones, ivory and shells in making many of his tools. He also made baskets, woven cloth from linen, and used leather in making his clothes. He also used adornment tools, as some small ornaments such as necklaces and bracelets were found in them, and small plates of alabaster and limestone were found in them that were used to dish kohl and red ocher. Feathers in their heads were also found in their tombs spoons of ivory. And the people of the Deir Tassa civilization reached knowledge of agriculture, and this is supported by the fact that archaeological evidence of agricultural production was found, such as furnaces and grain mills, as well as the existence of two wheat stores. The tombs of the Taseen were mixed with the tombs of the Badari people, which prompted some researchers to believe that they were their relatives. The tombs were rectangular in shape, and the dead was placed inside a basket made of branches and covered with mats. Or leather. One of the things worthy of consideration in the tombs of Al-Taseen is that a gap was found in tomb No. 2843 in the western part of it, and that gap is filled with pottery vessels. Connected to the burial room to store what the deceased needs in the other world. In some of the tombs of the Tassians, what can be considered to be a preliminary form of the coffin was found, where a rectangular basket of reeds and twigs was found, covered with mats, and inside it was a small child. What was also found in their tombs was what is considered the beginning of funerary furniture and the development of religious thought, as pottery and tools were found in their tombs. For decoration, ornaments, hunting tools, and many personal tools that are considered as things that the deceased loved during his life and wanted to keep them for use in the afterlife. Their cemeteries were separate from the homes of the living, and this indicates the superiority of Tassa over the Marmadah Bani Salama community in this respect. It is clear from this that the four societies that date back to the Neolithic era in Egypt, namely Fayoum or Marmadah Bani Salama, Helwan Al-Omari, and Deir Tassa, have all come to know agriculture, food production, village building, cemeteries, pottery and stoneware, and the textile industry. Most researchers agree that the Fayoum A civilization is the oldest of these civilizations, followed by the Marmadah Bani Salama civilization, which was more developed than it, followed by the Helwan Al-Omari civilization, which also shows remarkable development, and finally the Deir Nasa civilization, whose cultural production expresses its progress in the arts compared to other civilizations. But it should be noted that this arrangement is not final, as new excavations may reveal confirmation, modification or addition to these great civilizations.
تعليقات
إرسال تعليق